الصهيونية : ( تعريف ، أصل التسمية ، خلفية تاريخية ، أسباب الظهور ، استراتيجيات الصهيونية )
الصهيونية :
هي حركة سياسية يهودية ، ظهرت في وسط وشرق أوربا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة الى أرض فلسطين بدعوى انها أرض الآباء والأجداد ( إيريتريا يسرائيل ) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والإضهادالذي وقع عليهم في الشتات ، وبعد فترة طالب قادة الحركة بإنشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت ضمن أراضي الدولة العثمانية ، وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم ، وبعد تأسيس دولة اسرائيل أخذت الصهيونية على عاتقها توفير الدعم المالي والمعنوي لإسرائيل ، وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية والتسليح ... الخ
أصل التسمية :
كلمة ( صهيوني ) من الكلمة صهيون عبرية : وهي أحد ألقاب ( جبل صهيون في القدس ) كما ورد في ( سفر إشعيا ) فيما وردت لفظة ( صهيون ) لأول مرة في العهد القديم عندما تعرض للملك داود الذي أسس مملكته ( ١٠٠٠ - ٩٦٠ ق . م ) فيما صاغ هذا المصطلح الفيلسوف ( ناتان بيرنباوم ) في عام ١٨٩٠ م ، لوصف حركة أحياء صهيون ، وأقر التسمية المؤتمر الصهيوني الأول عام ١٨٩٧ م
خلفية تاريخية :
يرى البعض أن بدايات الفكر الصهيوني كانت في إنكلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود الى فلسطين شرطاً لتحقيق الخلاص وعودة المسيح لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنكلترا تبنت هذه الاطروحات وعلمنتها ثم بلورتها بشكل كامل في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين غير يهود بل معادين لليهود واليهودية ، ومن المهم أيضاً لفت الانتباه الى أن الصهيونية نشأت كرد فعل على ما أسماه اليهود ( معاداة السامية ) ، لتصبح مهمة الحركة الصهيونية تغيير واقع اليهود في أوربا الى ( دولة قومية ) تجمع اليهود من كل أنحاء العالم
أسباب الظهور :
يعود ظهور الصهيونية لأسباب عدة منها فشل المسيحية الغربية في التوصل الى رؤية واضحة لوضع الأقليات على وجه العموم ، ورؤيتها لليهود على وجه الخصوص ، باعتبارهم قتلة المسيح ثم الشعب الشاهد ( في الرؤية البروتستانية ) كما ساعد انتشار الرؤية الألفية الاسترجاعية والتفسيرات الحرفية للعهد القديم التي تُعبّر عن تزايد معدل العلمانية
في حين لعب وضع اليهود كجماعة وظيفية داخل المجتمع العربي ، وهو وضع كان مستقراً الى حد ما الى أن ظهرت البورجوازيات المحلية والدولة القومية العلمانية ( المطلقة والمركزية ) فاهتز وضعهم وكان عليهم البحث عن وظيفة جديدة بالاضافة لمناقشة قضية اعتاق اليهود في إطار فكرة المنفعة ، ومدى نفع اليهود للمجتمعات الغربية ، في الوقت ذاته يجادل بعض المفكرين بأن عدة عوامل مجتمعة أدت في النهاية الى ظهور هذه الحركة ، فمنهم من يرى أن رهاب اليهود ، والاضهاد ، والمجازر بحق اليهود ( الهولوكوست ) إضافة الى مساعدة الاستعمار الأوربي لها أدت الى ظهور الحركة الصهيونية وزيادة قوتها على الأرض
استراتيجيات الصهيونية :
الهدف الاستراتيجي الاول للحركة الصهيونية كان دعوة الدولة العثمانية للسماح لليهود بالهجرة الى فلسطين والإقامة بها ، وبعد رفض السلطان عبدالحميد الثاني ، عرضوا عليه بيع الأراضي الفلسطينية ، فرفض رفضاً تاماً فأيقن أن العرب لن يتسامحوا في شبر واحد من أراضيها فنظموا عدة تعاملات مع بريطانيا ، وبعد تولي مكتب الإمبراطور الألماني مهمة السماح لليهود بالهجرة لدى الدولة العثمانية لكن بدون تحقيق نتائج تذكر
فيم بعد انتهجت المنظمة سبيل الهجرة بإعداد صغيرة وتأسيس ( الصندوق القومي اليهودي ) في عام ١٩٠١ وكذلك تأسيس البنك ( الأنغلو - فلسطيني ) في عام ١٩٠٣
قُبيل العام ١٩١٧ أخذ الصهاينة أفكاراً عديدة محمل الجد وكانت تلك الأكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين ، على سبيل المثال ، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل ، وفِي عام ١٩٠٣ عرض ( هيرتزل ) عرضاً مثيراً للجدل بإقامة إسرائيل في أوغندا ممَّا حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر ، واتفق المؤتر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الاطروحات بشأن مكان دولة اسرائل ، أنت الى اختيار أرض فلسطين ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق