الثورة الفرنسية"
تقديـــــم :* تعريف الثورة الفرنسية: تعتبر فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام ابتدأت سنة 1789 وانتهت تقريبا سنة 1799م ، عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية والنفوذ الديني الكاثوليكي.
تعتبر الثورة الفرنسية أول الثورات البرجوازية و كذلك من أهم الحوادث في تاريخ أوروبا الحديث حيث كان لها الأثر المباشر على الثورات التي حدثت بعدها والتي اقتبست مبادئها وهي : الحرية ، الإخاء والمساواة.
اسباب الثورة لفرنسية:للثورة الفرنسية عدة اسباب ممكن تقسيمها الى اسباب اجتماعية، اسباب اقتصادية، اسباب سياسية واسباب ثقافية.
تعتبر الثورة الفرنسية أول الثورات البرجوازية و كذلك من أهم الحوادث في تاريخ أوروبا الحديث حيث كان لها الأثر المباشر على الثورات التي حدثت بعدها والتي اقتبست مبادئها وهي : الحرية ، الإخاء والمساواة.
اسباب الثورة لفرنسية:للثورة الفرنسية عدة اسباب ممكن تقسيمها الى اسباب اجتماعية، اسباب اقتصادية، اسباب سياسية واسباب ثقافية.
الأسباب الاقتصادية: إن النظام الاقتصادي في فرنسا نظام اقطاعي، عشية الثورة سادت أوضاع وازمات اقتصادية سيئة جدا . من مميزات ومظاهر هذا الوضع: ظهور البطالة، التضخم المالي، غلاء المعيشة....
أما الأسباب لفراغ خزينة الدولة فهي أن مدخولات الدولة أقل من المصروفات والأسباب كالتالي:
ازدياد الديون على فرنسا: حيث بدأت جذور هذه الأزمة الاقتصادية منذ ايام لويس الخامس عشر فتعاظمت الديون وكانت هذه الديون بسبب نفقات القصر والحاشية وكذلك بسبب تدخل فرنسا في حرب الاستقلال الامريكية ( مساعدة جيش المستعمرات) الامر الذي كلفها اموالا طائلة بدون اي نتيجة واستمرت هذه المساعدات لمدة خمس سنوات وذلك فقط لتنتقم من انجلترا.
مصاريف البلاط الملكي كانت كثيرة.
مصاريف باهظة على الجيش والأسطول البحري.
مصاريف باهظة على المستعمرات لانها تمردت عشية الثورة.
فرض الضرائب فقط على الفلاحين والفقراء.
كمية الانتاج الزراعي والصناعي والتجاري قليل جدا.
ملاحظة: ازدياد التضخم المالي وارتفاع اسعار المواد الاساسية مثل الخبز والحليب قد أثر بشكل سيء على الطبقة الثالثة من عمال وفلاحين. أما الحل المقترح من وزيري المالية نيكر وكالون للخروج من الازمة هو فرض ضرائب بشكل نسبي على جميع طبقات المجتمع بما فيهم طبقة رجال الدين والنبلاء،الملك اعجبه هذا الاقتراح بينما احتج رجال الدين والنبلاء .
2-الاسباب الاجتماعية:
عشية الثورة النظام الاجتماعي في فرنسا نظام طبقي وراثي وكانت هنالك فجوات اجتماعية كبيرة بين الطبقات حيث كان المجتمع الفرنسي مقسم الى طبقات حسب امتيازات النظام الاقطاعي وهي :
ا-الطبقة الاولى: وهم رجال الدين لهم جميع الحقوق وليس عليهم واجبات،يحصلون على جميع الامتيازات الاقطاعية مثل ،المشاركة السياسية،عدم دفع الضرائب،اقطاعيات واسعة تحت سيطرتهم،مناصب رفيعة وعالية في الدولة.
هذه الطبقة سيطرت على خمس الاراضي واخذت ضريبة العشور من الفلاح ولم تستغل الاموال لهدف ديني واهملت واجبها الديني فتعرضت للانتقاد من الطبقات الاخرى،هنالك فروق اجتماعية داخلها حيث وجد رجال الدين الكبار ورجال الدين الصغار الذين نظروا للكبار بنظرة عداوة لهذا فان هذه الطبقة لم تكن كتلة واحدة.
ب- الطبقة الثانية: وهم النبلاء لهم جميع الحقوق وليس عليهم واجبات ، يحصلون على جميع الامتيازات الاقطاعية مثل: المشاركة السياسية كتسلم مناصب عالية ورفيعة في الدولة، الحصول على اقطاعيات واسعة تكون تحت سيطرتهم، اعفائهم من الضرائب.
قسمت هذه الطبقة الى مجموعتين : نبلاء القصر : يعيشون بالقرب من الملك. نبلاء المقاطعات: اعتمدوا على الفلاحين للعمل بارضهم. هذه الطبقة لم تكن كتلة واحدة وتمردوا احيانا ضد حكم الملك المطلق.
شكلت الطبقة الاولى والثانية نسبة 2% من عدد السكان في فرنسا.
ج- الطبقة الثالثة: وهم البرجوازيون والعمال والفلاحون عليهم جميع الواجبات وليس لديهم حقوق.شكلت الطبقة الثالثة نسبة 98% من عدد السكان.
قسمت الطبقة الثالثة الى ثلاث فئات وهي:
البرجوازية: وهم اصحاب الحرف واصحاب البنوك والتجار وارباب الصناعة والادباء والاطباء والاساتذة وغيرهم.
ساهم هؤلاء في انعاش الاقتصاد الفرنسي واصبحت فرنسا دولة صناعية وتجارية بفضلهم كان يقع على كاهلها عبء معظم الضرائب لهذا لم تكن راضية من الاوضاع السياسية وطالبت باشراكها في امور الدولة السياسية ، ثم ان هذه الطبقة ايدت نظرية سميث التي تدعوا الى حرية الفرد الاقتصادية و قادت هذه الطبقة الثورة الفرنسية واستفادت من مكاسبها ويمكن اعتبار الثورة الفرنسية ثورة برجوازية.
البروليتالية ( طبقة العمال): ظهرت هذه الطبقة العاملة كنتيجة لتطور الصناعة والتجارة وتركز عملها في المدن والمصانع من الصباح وحتى المساء ، طالبت هذه الفئة بالغاء الضرائب المباشرة والغير مباشرة التي فرضت عليهم ووقفوا الى جانب الفلاحين من جنود الثورة.
الفلاحون: وهم يشكلون الاغلبية الساحقة ضمن ابناء الامة الفرنسية 3\4 سكان فرنسا وكان بعض هؤلاء يملكون قطع صغيرة لا تسد حاجتهم العائلية ومنهم من لم يملك ارضا لهذا عملوا في اراضي النبلاء او الكنيسة وفرضت عليهم ضرائب وواجبات فوق طاقتهم فكان الفلاح يدفع ضريبة الراس وضرائب غير مباشرة مثل ضريبة الملح، ضريبة تصليح الطرق ولا ننسى ضريبة العشور التي دفعوها للكنيسة، كما والزم الفلاح بطحن الطحين في مطحنة سيده وعليه ان يخبز في فرن سيده ، وكان للنبلاء حق الصيد في حقول الفلاحين. بالاضافة لذلك عاشوا تحت وطأة شروط سكنية رديئة وكانت نسبة الوفيات لديهم كثيرة ومعظمهم يجهل القراءة والكتابة وكانت الاعمال يدوية بدائية حيث كانت مستعدة لاي انتفاضة لتغيير وضعها الاجتماعي السيء وازالة الحمل الثقيل عن اكتافها من هنا نرى ان الوضع الاجتماعي والتفاوت الطبقي الذي كان سائدا في فرنسا كان سببا رئيسيا في نشوب الثورة الفرنسية.
أما الأسباب لفراغ خزينة الدولة فهي أن مدخولات الدولة أقل من المصروفات والأسباب كالتالي:
ازدياد الديون على فرنسا: حيث بدأت جذور هذه الأزمة الاقتصادية منذ ايام لويس الخامس عشر فتعاظمت الديون وكانت هذه الديون بسبب نفقات القصر والحاشية وكذلك بسبب تدخل فرنسا في حرب الاستقلال الامريكية ( مساعدة جيش المستعمرات) الامر الذي كلفها اموالا طائلة بدون اي نتيجة واستمرت هذه المساعدات لمدة خمس سنوات وذلك فقط لتنتقم من انجلترا.
مصاريف البلاط الملكي كانت كثيرة.
مصاريف باهظة على الجيش والأسطول البحري.
مصاريف باهظة على المستعمرات لانها تمردت عشية الثورة.
فرض الضرائب فقط على الفلاحين والفقراء.
كمية الانتاج الزراعي والصناعي والتجاري قليل جدا.
ملاحظة: ازدياد التضخم المالي وارتفاع اسعار المواد الاساسية مثل الخبز والحليب قد أثر بشكل سيء على الطبقة الثالثة من عمال وفلاحين. أما الحل المقترح من وزيري المالية نيكر وكالون للخروج من الازمة هو فرض ضرائب بشكل نسبي على جميع طبقات المجتمع بما فيهم طبقة رجال الدين والنبلاء،الملك اعجبه هذا الاقتراح بينما احتج رجال الدين والنبلاء .
2-الاسباب الاجتماعية:
عشية الثورة النظام الاجتماعي في فرنسا نظام طبقي وراثي وكانت هنالك فجوات اجتماعية كبيرة بين الطبقات حيث كان المجتمع الفرنسي مقسم الى طبقات حسب امتيازات النظام الاقطاعي وهي :
ا-الطبقة الاولى: وهم رجال الدين لهم جميع الحقوق وليس عليهم واجبات،يحصلون على جميع الامتيازات الاقطاعية مثل ،المشاركة السياسية،عدم دفع الضرائب،اقطاعيات واسعة تحت سيطرتهم،مناصب رفيعة وعالية في الدولة.
هذه الطبقة سيطرت على خمس الاراضي واخذت ضريبة العشور من الفلاح ولم تستغل الاموال لهدف ديني واهملت واجبها الديني فتعرضت للانتقاد من الطبقات الاخرى،هنالك فروق اجتماعية داخلها حيث وجد رجال الدين الكبار ورجال الدين الصغار الذين نظروا للكبار بنظرة عداوة لهذا فان هذه الطبقة لم تكن كتلة واحدة.
ب- الطبقة الثانية: وهم النبلاء لهم جميع الحقوق وليس عليهم واجبات ، يحصلون على جميع الامتيازات الاقطاعية مثل: المشاركة السياسية كتسلم مناصب عالية ورفيعة في الدولة، الحصول على اقطاعيات واسعة تكون تحت سيطرتهم، اعفائهم من الضرائب.
قسمت هذه الطبقة الى مجموعتين : نبلاء القصر : يعيشون بالقرب من الملك. نبلاء المقاطعات: اعتمدوا على الفلاحين للعمل بارضهم. هذه الطبقة لم تكن كتلة واحدة وتمردوا احيانا ضد حكم الملك المطلق.
شكلت الطبقة الاولى والثانية نسبة 2% من عدد السكان في فرنسا.
ج- الطبقة الثالثة: وهم البرجوازيون والعمال والفلاحون عليهم جميع الواجبات وليس لديهم حقوق.شكلت الطبقة الثالثة نسبة 98% من عدد السكان.
قسمت الطبقة الثالثة الى ثلاث فئات وهي:
البرجوازية: وهم اصحاب الحرف واصحاب البنوك والتجار وارباب الصناعة والادباء والاطباء والاساتذة وغيرهم.
ساهم هؤلاء في انعاش الاقتصاد الفرنسي واصبحت فرنسا دولة صناعية وتجارية بفضلهم كان يقع على كاهلها عبء معظم الضرائب لهذا لم تكن راضية من الاوضاع السياسية وطالبت باشراكها في امور الدولة السياسية ، ثم ان هذه الطبقة ايدت نظرية سميث التي تدعوا الى حرية الفرد الاقتصادية و قادت هذه الطبقة الثورة الفرنسية واستفادت من مكاسبها ويمكن اعتبار الثورة الفرنسية ثورة برجوازية.
البروليتالية ( طبقة العمال): ظهرت هذه الطبقة العاملة كنتيجة لتطور الصناعة والتجارة وتركز عملها في المدن والمصانع من الصباح وحتى المساء ، طالبت هذه الفئة بالغاء الضرائب المباشرة والغير مباشرة التي فرضت عليهم ووقفوا الى جانب الفلاحين من جنود الثورة.
الفلاحون: وهم يشكلون الاغلبية الساحقة ضمن ابناء الامة الفرنسية 3\4 سكان فرنسا وكان بعض هؤلاء يملكون قطع صغيرة لا تسد حاجتهم العائلية ومنهم من لم يملك ارضا لهذا عملوا في اراضي النبلاء او الكنيسة وفرضت عليهم ضرائب وواجبات فوق طاقتهم فكان الفلاح يدفع ضريبة الراس وضرائب غير مباشرة مثل ضريبة الملح، ضريبة تصليح الطرق ولا ننسى ضريبة العشور التي دفعوها للكنيسة، كما والزم الفلاح بطحن الطحين في مطحنة سيده وعليه ان يخبز في فرن سيده ، وكان للنبلاء حق الصيد في حقول الفلاحين. بالاضافة لذلك عاشوا تحت وطأة شروط سكنية رديئة وكانت نسبة الوفيات لديهم كثيرة ومعظمهم يجهل القراءة والكتابة وكانت الاعمال يدوية بدائية حيث كانت مستعدة لاي انتفاضة لتغيير وضعها الاجتماعي السيء وازالة الحمل الثقيل عن اكتافها من هنا نرى ان الوضع الاجتماعي والتفاوت الطبقي الذي كان سائدا في فرنسا كان سببا رئيسيا في نشوب الثورة الفرنسية.
3- الاسباب الثقافية:
ان الوضع الثقافي عشية الثورة الفرنسية يقترب الى درجات منخفضة من العلم والمعرفة وخاصة ان الامتيازات الاقطاعية سلبت فرصة التعليم والمعرفة من ابناء الطبقة الثالثة، لكن عشية الثورة بدأت تنتشر تيارات فكرية ساعدت على صحوة ابناء الطبقة الثالثة ورغبة التغييرفي مبنى المجتمع والقوانين الفرنسية أما العوامل التي ساعدت في انتشار الوعي والنضوج الفكري فهي كالتالي:
ظهور الكثير من الفلاسفة والمفكرين والمتنورين امثال: جان جاك روسون فولتير، مونتسكييه، هوبس وغيرهم.
ظهور الصالونات: وهذه تعتبر اساس النهضة الفكرية في فرنسا حيث انتشرت هذه الظاهرة في بيوت النبلاء في مدينة باريس اذ قامت نساء النبلاء باستقبال مجموعة من الفلاسفة والمفكرين كما واستضافت البرجوازيين وكانت تدور نقاشات وحوارات أهمها عن وضع المجتمع الفرنسي فقام البرجوازيون بنقل هذه الافكار لعامة الشعب الذين تواجدوا في المقاهي والحوانيت وهكذا انتشرت الافكار الجديدة.
عودة الجنود الفرنسيين الى وطنهم من القارة الامريكية بعد ان حاربوا الى جانب الثوار الامريكان ، ان حكايات الجنود عن العالم الجديد أثارت مشاعر الفلاحين وغيرتهم من الحياة هناك فاثرت على افكارهم ووعيهم وادراكهم كم هم مظلومين.
ان الوضع الثقافي عشية الثورة الفرنسية يقترب الى درجات منخفضة من العلم والمعرفة وخاصة ان الامتيازات الاقطاعية سلبت فرصة التعليم والمعرفة من ابناء الطبقة الثالثة، لكن عشية الثورة بدأت تنتشر تيارات فكرية ساعدت على صحوة ابناء الطبقة الثالثة ورغبة التغييرفي مبنى المجتمع والقوانين الفرنسية أما العوامل التي ساعدت في انتشار الوعي والنضوج الفكري فهي كالتالي:
ظهور الكثير من الفلاسفة والمفكرين والمتنورين امثال: جان جاك روسون فولتير، مونتسكييه، هوبس وغيرهم.
ظهور الصالونات: وهذه تعتبر اساس النهضة الفكرية في فرنسا حيث انتشرت هذه الظاهرة في بيوت النبلاء في مدينة باريس اذ قامت نساء النبلاء باستقبال مجموعة من الفلاسفة والمفكرين كما واستضافت البرجوازيين وكانت تدور نقاشات وحوارات أهمها عن وضع المجتمع الفرنسي فقام البرجوازيون بنقل هذه الافكار لعامة الشعب الذين تواجدوا في المقاهي والحوانيت وهكذا انتشرت الافكار الجديدة.
عودة الجنود الفرنسيين الى وطنهم من القارة الامريكية بعد ان حاربوا الى جانب الثوار الامريكان ، ان حكايات الجنود عن العالم الجديد أثارت مشاعر الفلاحين وغيرتهم من الحياة هناك فاثرت على افكارهم ووعيهم وادراكهم كم هم مظلومين.
الاسباب السياسية: لقد كان النظام في فرنسا نظام ملكي فردي وراثي مطلق دكتاتوري اتخاذ القرارات فقط بيد الملك يشاركه في بعض الاحيان رجال الدين والنبلاء لذلك كان في فرنسا مجلس يسمى مجلس طبقات الامة وهو عبارة عن برلمان اقيم للمحافظة على امتيازات الطبقة الاولى والثانية فكان يسن القوانين ويتخذ قرارات مصيرية، اغلق ما يقارب 250 سنة وفتح عشية الثورة بسبب ازمات فرنسا الاقتصادية.
المجلس مركب كالتالي:
رجال الدين لهم 300 عضو مقابل صوت واحد.
النبلاء لهم 300 عضو مقابل صوت واحد. ( مصالح النبلاء ورجال الدين كانت مشتركة وعدوهم الفلاح)
الفلاحون والبرجوازيون والعمال لهم 600 عضو مقابل صوت واحد.
ان عدم انعقاد هذا المجلس كل هذه المدة يدل على ان صلاحيات الملك واسعة وغير محدودة لان مجلس طبقات الامة كان مجمد.
النبلاء طالبوا بعقد هذا المجلس لرفضهم دفع الضرائب ولتقييد صلاحيات الملك ومحاولة اقصائه، ولان عملية التصويت ستكون لصالحهم 2 مقابل 1.
ملاحظة: اذا نستخلص من هذا ان اسباب صحوة ابناء الطبقة الثالثة هي:
الوضع الاقتصادي السيء وازمات فرنسا الاقتصادية.
الوضع الاجتماعي الطبقي الظالم.
الوضع السياسي المتعسف.
ظهور الكتب والكتاب والفلاسفة والمفكرين.
ظهور الصالونات.
الثورة الامريكية وتاثيرها على المجتمع الفرنسي.
رجوع الجنود الفرنسيين من امريكيا بافكار جديدة.
المجلس مركب كالتالي:
رجال الدين لهم 300 عضو مقابل صوت واحد.
النبلاء لهم 300 عضو مقابل صوت واحد. ( مصالح النبلاء ورجال الدين كانت مشتركة وعدوهم الفلاح)
الفلاحون والبرجوازيون والعمال لهم 600 عضو مقابل صوت واحد.
ان عدم انعقاد هذا المجلس كل هذه المدة يدل على ان صلاحيات الملك واسعة وغير محدودة لان مجلس طبقات الامة كان مجمد.
النبلاء طالبوا بعقد هذا المجلس لرفضهم دفع الضرائب ولتقييد صلاحيات الملك ومحاولة اقصائه، ولان عملية التصويت ستكون لصالحهم 2 مقابل 1.
ملاحظة: اذا نستخلص من هذا ان اسباب صحوة ابناء الطبقة الثالثة هي:
الوضع الاقتصادي السيء وازمات فرنسا الاقتصادية.
الوضع الاجتماعي الطبقي الظالم.
الوضع السياسي المتعسف.
ظهور الكتب والكتاب والفلاسفة والمفكرين.
ظهور الصالونات.
الثورة الامريكية وتاثيرها على المجتمع الفرنسي.
رجوع الجنود الفرنسيين من امريكيا بافكار جديدة.
الخطوات التي قام بها الملك لكي يتخطى الازمة الاقتصادية؟قام الملك بعدة خطوات للخروج من هذه الازمة:
الخطوة الأولى: دعوة المستشارين وبعض وزراء المالية لتقديم اقتراحات عملية وبالفعل فقد اعتمد لويس السادس عشر على وزراء مالية متمكنين من علم الاقتصاد وهم ترغو ثم نيكر ثم كالون كان هؤلاء الوزراء يقترحون تقليص مصاريف القصر وفرض ضرائب على الطبقة الاولى والثانية بهدف الخروج من الازمة وسد العجز المالي الا ان هذه الاقتراحات رفضت من قبل الطبقات العليا عندها قام الملك بخطوة اخرى وهي:
الخطوة الثانية: انعقاد مجلس طبقات الامة في 5 ايار 1789 يعتبر هذا الحدث اهم حدث مركزي حدث عشية الثورة الفرنسية وكان بمثابة مقدمة لها عقد هذا المجلس بعد فشل وزراء المالية في حل الازمة المالية . هذا المجلس لم ينعقد منذ 250 سنة فقد كان الملك منذ ذلك الوقت يحكم بصورة مطلقة دون اللجوء الى مجلس طبقات الامة.
عقد هذا المجلس في قصر فرساي وقد جلس الى يمين الملك 300 عضو يمثلون طبقة رجال الدين والى يساره 300 عضو يمثلون طبقة النبلاء ومقابله جلس 600 عضو يمثلون الطبقة الثالثة ، وفي الجلسة الاولى بدأ الخلاف والنقاش حول طريقة التصويت فاقترحت الطبقة الثالثة ان يكون التصويت بشكل فردي اما الطبقة الاولى والثانية فقد رفضت هذا الاقتراح واقترحت ان يكون هذا التصويت طبقي وليس فردي. وقد ايد الملك اقتراح الطبقات العليا وكان هذا خطأ ارتكبه الملك فرفضت الطبقة الثالثة ذلك واعلنت عن نفسها جمعية تأسيسية وطنية وعندما جاءت الطبقة الثالثة للاجتماع مرة اخرى في 17-6-1789 وجدت القاعة مغلقة فاجتمعت في ملعب التنس بالقرب من القصر واعلنت ان سيادة االشعب هي العليا عندها انضم بعض النواب من النبلاء وبعض النواب من رجال الدين فوصل عددهم حوالي 900.
بعث الملك لهم رسولا يطلب منهم الغاء الاجتماع عندها ظهر " ميرابو" احد زعماء الثورة وقال لمبعوث الملك: " قل لسيدك لن نبرح هذا المكان الا على اسنة الرماح". كان لا بد للملك على ضوء هذه التطورات ان يستجيب ولو مؤقتا لمطالب الطبقة الثالثة ولكن هذه الاستجابة كانت متأخرة ولو انه اتخذ هذه الخطوة من قبل لكان بالامكان تفادي مثل هذه الثورة وكان بامكانه ان يحظى بتأييد الجماهير لكن بالتالي خضع الملك مرغما لارادة الشعب وهكذا بدأت الثورة الفرنسية.
اخطاء الملك:ايد اقتراح الطبقة الاولى والثانية حول كيفية التصويت.
اغلق قاعة الاجتماعات في وجه الجمعية التأسيسية.
ارسل مبعوثا من جانبه يأمر بفض الاجتماع.
اهم الاحداث المركزية التي حدثت خلال الثورة:
الحدث الاول: سقوط حصن الباستيل: تعاظمت الازمة الاقتصادية ووصلت اشاعات تقول بان الملك يستعد للقضاء على الجمعية الوطنية وقمع الثورة ووصلت اشاعات بان الجنود يحاصرون باريس بامر من الملك كل هذه الظروف دفعت الجماهير الفرنسية وبالاخص جمهور باريس من فلاحين وعمال لمهاجمة حصن الباستيل الكائن في وسط باريس والذي كان يستخدمه الملك كسجن لخصومه السياسيين من اجل التزود بالسلاح لكي تدافع عن الجمعية الوطنية وقد سيطرت الجماهير في 14 تموز على الحصن وهدمته واطلق سراح السجناء عندها امر الملك جنوده بالانسحاب ورفعت الجماهير العلم الثوري الاحمر والازرق والابيض وكان سقوط الباستيل معناه سقوط الحكم الملكي المطلق ومن الجدير بالذكر ان فرنسا تحتفل كل سنة في 14 تموز الذي يعتبر عيدا قوميا وطنيا.
الحدث الثاني: زوال نظام الاقطاع ( الغاء امتيازات الاقطاعيين- اسابيع الخوف الكبير) : بعد سقوط الباستيل تشجعت الجماهير الفرنسية من فلاحين وعمال بمهاجمة اراضي وقلاع النبلاء الاقطاعيين. هذه الجماهير الثائرة حرقت ودمرت وسرقت المستندات ، تعتبر هذه الاحداث احداث اسابيع الفزع الكبير وباعقاب ذلك هرب الكثير من الاقطاعيين خارج فرنسا عندها اعلنت الجمعية الوطنية عن الغاء نظام الاقطاع والغاء امتيازات الاقطاعيين ، وهذا انجاز هام من انجازات الثورة الفرنسية.
الحدث الثالث: مصادرة املاك الكنيسة: تمتعت الكنيسة في ظل النظام القديم بامتيازات واسعة وبعد الغاء نظام الاقطاع تجرأت الجمعية الوطنية وقررت الغاء امتيازات الكنيسة حيث قامت بمصادرة مدخولات الكنيسة ( ضريبة العشور) لصالح الدولة بحجة سد العجز المالي ، كذلك صودرت املاك واراضي الكنيسة ، واصدرت الجمعية سندات الدين من اجل سداد الديون واصبح رجال الدين عبارة عن موظفي دولة بعد ان كانوا دولة داخل دولة ، كذلك أُجبر رجال الدين على تقديم يمين الولاء للدولة وهكذا الغيت امتيازات هذه الطبقة وهذا انجاز هام من انجازات الثورة.
الحدث الرابع: الهجوم على قصر فرساي: بعد اسابيع الخوف الكبير وبعد هروب الاقطاعيين وبعد تعاظم الازمة الاقتصادية وبعد وصول اشاعات تقول بان عصابات اجنبية تقترب وان جيشا اجنبيا على وشك الدخول الى فرنسا بهدف القضاء على الثورة وهي في المهد والوقوف الى جانب الملك والاقطاعيين الذين هربوا، كذلك وصلت اشاعات تقول ان الملك قام بتمزيق العلم الثوري وفي ظل هذه الظروف قامت الجماهير الغاضبة من فلاحين وعمال ونساء واطفال بالهجوم على قصر فرساي رمز الحكم المطلق، حيث طالبت هذه الجماهير بالخبز، الملكة تسألت عن سبب هذه الضوضاء وعندما عرفت ان هؤلاء يطلبون الخبز يُقال انها قالت:" اذا لم يجدوا الخبز فلماذا لا يأكلون البسكويت". لم يتجرأ الملك باعطاء الاوامر للجنود والحرس بايقاف الجماهير عندها قام قائد الحرس الملكي " لافييت" باقناع الملك بالخروج من القصر والانتقال الى باريس وبالفعل غادر الملك القصر ونقل قصره الى العاصمة واقام في قصر التويلري وهكذا انحنى الملك وخضع لارادة الشعب . وهذا انجاز اخر من انجازات الثورة الفرنسية.
الحدث الخامس: اعلان وثيقة حقوق الانسان والمواطن في 27 اب: هذه الوثيقة من اهم انجازات الثورة الفرنسية جاء في هذه الوثيقة الحقوق والواجبات التي يجب ان يقدمها المواطن للدولة او المصلحة العامة, اذا نظرنا الى هذه الوثيقة نرى ان افكار الفلاسفة امثال روسو ومونتسكييه تظهر بوضوح في هذه الوثيقة ، كذلك تأثرت هذه الوثيقة بوثيقة الاستقلال الامريكية. وجاءت هذه الوثيقة لتؤكد الحرية الاقتصادية وحرية العمل، ومن هنا نستطيع ان نؤكد ان هذه الوثيقة خدمت الفئة البرجوازية ذلك لانها منحت الفرد الحرية الاقتصادية،وبناءً على هذه الوثيقة اصبحت الدولة وسيلة لتأمين حقوق الانسان ومن النقاط التي وردت في الوثيقة ما يلي:
الناس يولدون متساوون في الحقوق الطبيعية المقدسة التي لا يمكن انتزاعها من الفرد وهي حق الحياة ، حق التملك، حق التصدي للاضطهاد.
الشعب هو صاحب السيادة والدولة مقيدة بواسطة حقوق الفرد وخاضعة للقانون.
الحرية هي ان يعمل الفرد ما يشاء طالما لا يضر في عمله الحقوق المشروعة للغير.
جميع المواطنون متساوون امام القانون.
حرية التعبير عن الراي حق مقدس للفرد.
كل انسان بريء حتى تثبت ادانته فلا يمكن انتقاد فرد او سجنه الا حسب القانون.
الحدث السادس: دستور سنة 1791: يعتبر هذا الدستور من الانجازات الهامة للثورة الفرنسية وقد وُضع هذا الدستور بعد ان انتهت الجمعية التأسيسية مناقشتها اما اهم ما جاء في هذا الدستور:
فرنسا دولة ملكية وراثية.
يتمتع الملك بصلاحيات واسعة بالاخص في الشؤون السياسية والخارجية اما صلاحياته الداخلية فقد حددت وقلصت.
فصل السلطات: يجب انتخاب ثلاث سلطات تنفيذية تشريعية وقضائية. فالسلطة الاولى ( التشريعة) هي عبارة عن هيئة ممثلين يقوم الشعب بانتخابهم مرة كل سنتين ويكون حق الانتخاب والترشيح للمواطن الذي يدفع ضرائب مباشرة، اما السلطة التنفيذية فهي مكونة من الملك ومجموعة وزراء يعينهم الملك وهذه السلطة تنفذ قرارات السلطة التشريعية.
شدد الدستور على حرية العمل والحرية الاقتصادية والحرية الدينية.
تستطيع الجمعية القومية ان تنزع الثقة من الحكومة والوزراء الذين يستعين بهم الملك.
قسمت فرنسا حسب هذا الدستور الى 83 دائرة ( وحدة ادارية) وكل دائرة الى نواحي ويدير هذه الوحدات الادارية موظفون يقوم سكان الدوائر بانتخابهم وذلك لتسهيل الحكم.
تعليق على الدستور:
نلاحظ ان هذا الدستور انحرف بعض الشيء عن المساواة، ذلك لان الدستور لا يساوي بين الغني والفعال صاحب الاملاك النشيط الذي يدفع الضرائب، وحرم الدستور الطبقات الفقيرة من هذا الحق السياسي الهام. من هنا نفهم ان هذ ا الدستور خدم الطبقة البرجوازية ، ثم ان الدستور شدد على الحرية الاقتصادية الليبرالية الاقتصادية وحرية العمل. واضح ان الدستور يشدد على مبدأ فصل السلطات وهذا المبدأ مقتبس من افكار مونتسكييه، الدستور منح الملك صلاحية اختيار وزراءه بينما منح الدستور سكان الدوائر حرية اختيار حكامهم المحليين دون اشراف الملك ، وهنا كانت المبالغة في فصل السلطات والحكم اللا مركزي نلاحظ انه أخرج من جسم الامة الفرنسية نصف مواطني فرنسا اللذين حرموا من حق الترشيح والانتخاب ولهذا ابتعد هذا الدستور عن مبدأ السيادة الكاملة للشعب ( يخدم الطبقة الوسطى البرجوازية ولا يخدم الطبقات العامة).
الحدث السابع: محاولة هروب الملك سنة 1791: بعد الهجوم على فرساي وبعد اعلان وثيقة حقوق الانسان واعلان الدستور شعر الملك ان مكانته في الحضيض فبدأ يخطط للهرب سرا هو وافراد عائلته خارج فرنسا ، لكي ينضم الى الفرق العسكرية المؤيدة له على الحدود ، ثم يقوم بالعودة الى فرنسا مع قوات عسكرية نمساوية لكي يقضي على انجازات الثورة وليعود ليحكم فرنسا بصورة مطلقة. توجه الملك سرا هو وافراد عائلته وقبض عليه في بلدة فارن على مقربة من الحدود البلجيكية واعيد الملك برفقة الحرس الوطني ومندوبي الجمعية الوطنية تحت حراسة مشددة. اعتبر هروب الملك خيانة عظمى في نظر الكثير من اعضاء الجمعية الوطنية وهنا بدأ دعاة النظام الجمهوري يظهرون ويطالبون بالغاء النظام الملكي واعلان الجمهورية . بدأ نفوذ اليعاقبة يعلوا اكثر فاكثر هؤلاء طالبوا باعدام الملك رافعين شعار "الوطن في خطر". ان هروب الملك والهزائم العسكرية ادت الى انخفاض مكانة الجيروند وعلو شأن اليعاقبة في الجمعية التأسيسية وبالفعل فقد استلم اليعاقبة زمام الامور وتعاظم الارهاب متخذين شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، واخيرا قدم الملك الى المقصلة.
الكتل البرلمانية اليعاقبة والجيروند:
بعد هروب الملك واعادته مذلولا الى فرنسا جرت انتخابات جديدة للجمعية التشريعية وظهرت في الجمعية التشريعية كتلتان وهما الجيروند واليعاقبة.
الجيروند: اطلق عليهم هذا الاسم نسبة لمقاطعة جيروند الواقعة جنوبي فرنسا ، كانوا مثاليين، ينتمي معظم هؤلاء الى الطبقة البرجوازية الغنية ( تجار ، صناع، فلاسفة، محامون..) وايد هؤلاء الحرية الاقتصادية وحرية العمل بدون قيود وحق الانتخاب لاصحاب الاملاك فقط ثم ايدوا الحروبات الخارجية لنشر مبادئ الثورة الفرنسية خارج فرنسا وشجعوا الحكم اللامركزي ( اعطاء الدوائر حكما ذاتيا) وطالبوا باستفتاء عام حول قضية الملك لهذا فقد كان تاثير الجيروند في طبقات الشعب ضئيلا ولم ينظر اليهم العمال والفلاحين نظرة ثقة .
الحروبات الخارجية خلال الثورة الفرنسية
عند تسلم الجيروند زمام الامور اهتموا بنشر افكار الثورة في الخارج ولهذا قادوا فرنسا الى حرب مع النمسا وكانت سياستهم الداخلية والخارجية مثالية وغير واقعية بعكس اليعاقبة.
اما بواعث الحرب الخارجة فهي كالتالي:
امن الجيروند بان الحرب هي حرب ضرورية للمحافظة على انجازات ومكاسب الثورة الفرنسية منذ سقوط الباستيل وانهيار النظام الاقطاعي واعلان وثيقة حقوق الانسان.
كانت الدول المجاورة لفرنسا ( النمسا، بروسيا، هولندا، بلجيكيا) معنية في القضاء على الثورة خصوصا بعد الانجازات العظيمة فقد خشي ملوك هذه الدول على عروشهم وتخوفوا من تاثير الثورة الفرنسية على شعوبهم لهذا رؤوا بالثورة تهديدا لنظامهم الملكي الرجعي المستبد ولهذا قاموا باعلان الحرب على فرنسا الثائرة للقضاء على الثورة وهي في المهد.
هروب الكثير من النبلاء ورجال الدين وانصار النظام الملكي الى خارج فرنسا هؤلاء المهاجرين الهاربين التجئوا الى حكام اوروبا الرجعيين وقاموا بدعاية ضد الثوار الفرنسيين ثم قاموا بتشجيع حكام اوروبا على التدخل في شؤون فرنسا لارجاع الوضع الى ما كان عليه قبل نشوب الثورة بحجة المحافظة على النظام القائم.
منشور بلنتز : بعد محاولة هروب الملك وتقليص صلاحياته اجتمع كل من ملك النمسا وملك بروسيا وخرج الاثنان بتصريح ومنشور عرف بمنشور بلنتز في اب 1791 هذا المنشور حذر الجمعية الوطنية في فرنسا من التعرض لمكانة لويس السادس عشر كذلك جاء في المنشور ان احداث فرنسا تشكل خطرا على انظمة الحكم القائمة في الدول الاوروبية . اعتبر هذا التصريح تدخلا في شؤون فرنسا واثار غضبا شديدا وزاد من كراهية الحكم الملكي وزاد من انصار الجمهورية كذلك زاد من انصار الذين اعتقدوا ان الحرب حتمية وضرورية لحماية الثورة من الاعداء في نفس الوقت اعتقد الملك النمساوي والبروسي ان الحرب ضرورية ووقائية ايضا للحافاظ على عروشهم .
كل هذه العوامل مجمعة ادت الى حروبات بين فرنسا الثورية والدول المجاورة لها.
الخطوة الأولى: دعوة المستشارين وبعض وزراء المالية لتقديم اقتراحات عملية وبالفعل فقد اعتمد لويس السادس عشر على وزراء مالية متمكنين من علم الاقتصاد وهم ترغو ثم نيكر ثم كالون كان هؤلاء الوزراء يقترحون تقليص مصاريف القصر وفرض ضرائب على الطبقة الاولى والثانية بهدف الخروج من الازمة وسد العجز المالي الا ان هذه الاقتراحات رفضت من قبل الطبقات العليا عندها قام الملك بخطوة اخرى وهي:
الخطوة الثانية: انعقاد مجلس طبقات الامة في 5 ايار 1789 يعتبر هذا الحدث اهم حدث مركزي حدث عشية الثورة الفرنسية وكان بمثابة مقدمة لها عقد هذا المجلس بعد فشل وزراء المالية في حل الازمة المالية . هذا المجلس لم ينعقد منذ 250 سنة فقد كان الملك منذ ذلك الوقت يحكم بصورة مطلقة دون اللجوء الى مجلس طبقات الامة.
عقد هذا المجلس في قصر فرساي وقد جلس الى يمين الملك 300 عضو يمثلون طبقة رجال الدين والى يساره 300 عضو يمثلون طبقة النبلاء ومقابله جلس 600 عضو يمثلون الطبقة الثالثة ، وفي الجلسة الاولى بدأ الخلاف والنقاش حول طريقة التصويت فاقترحت الطبقة الثالثة ان يكون التصويت بشكل فردي اما الطبقة الاولى والثانية فقد رفضت هذا الاقتراح واقترحت ان يكون هذا التصويت طبقي وليس فردي. وقد ايد الملك اقتراح الطبقات العليا وكان هذا خطأ ارتكبه الملك فرفضت الطبقة الثالثة ذلك واعلنت عن نفسها جمعية تأسيسية وطنية وعندما جاءت الطبقة الثالثة للاجتماع مرة اخرى في 17-6-1789 وجدت القاعة مغلقة فاجتمعت في ملعب التنس بالقرب من القصر واعلنت ان سيادة االشعب هي العليا عندها انضم بعض النواب من النبلاء وبعض النواب من رجال الدين فوصل عددهم حوالي 900.
بعث الملك لهم رسولا يطلب منهم الغاء الاجتماع عندها ظهر " ميرابو" احد زعماء الثورة وقال لمبعوث الملك: " قل لسيدك لن نبرح هذا المكان الا على اسنة الرماح". كان لا بد للملك على ضوء هذه التطورات ان يستجيب ولو مؤقتا لمطالب الطبقة الثالثة ولكن هذه الاستجابة كانت متأخرة ولو انه اتخذ هذه الخطوة من قبل لكان بالامكان تفادي مثل هذه الثورة وكان بامكانه ان يحظى بتأييد الجماهير لكن بالتالي خضع الملك مرغما لارادة الشعب وهكذا بدأت الثورة الفرنسية.
اخطاء الملك:ايد اقتراح الطبقة الاولى والثانية حول كيفية التصويت.
اغلق قاعة الاجتماعات في وجه الجمعية التأسيسية.
ارسل مبعوثا من جانبه يأمر بفض الاجتماع.
اهم الاحداث المركزية التي حدثت خلال الثورة:
الحدث الاول: سقوط حصن الباستيل: تعاظمت الازمة الاقتصادية ووصلت اشاعات تقول بان الملك يستعد للقضاء على الجمعية الوطنية وقمع الثورة ووصلت اشاعات بان الجنود يحاصرون باريس بامر من الملك كل هذه الظروف دفعت الجماهير الفرنسية وبالاخص جمهور باريس من فلاحين وعمال لمهاجمة حصن الباستيل الكائن في وسط باريس والذي كان يستخدمه الملك كسجن لخصومه السياسيين من اجل التزود بالسلاح لكي تدافع عن الجمعية الوطنية وقد سيطرت الجماهير في 14 تموز على الحصن وهدمته واطلق سراح السجناء عندها امر الملك جنوده بالانسحاب ورفعت الجماهير العلم الثوري الاحمر والازرق والابيض وكان سقوط الباستيل معناه سقوط الحكم الملكي المطلق ومن الجدير بالذكر ان فرنسا تحتفل كل سنة في 14 تموز الذي يعتبر عيدا قوميا وطنيا.
الحدث الثاني: زوال نظام الاقطاع ( الغاء امتيازات الاقطاعيين- اسابيع الخوف الكبير) : بعد سقوط الباستيل تشجعت الجماهير الفرنسية من فلاحين وعمال بمهاجمة اراضي وقلاع النبلاء الاقطاعيين. هذه الجماهير الثائرة حرقت ودمرت وسرقت المستندات ، تعتبر هذه الاحداث احداث اسابيع الفزع الكبير وباعقاب ذلك هرب الكثير من الاقطاعيين خارج فرنسا عندها اعلنت الجمعية الوطنية عن الغاء نظام الاقطاع والغاء امتيازات الاقطاعيين ، وهذا انجاز هام من انجازات الثورة الفرنسية.
الحدث الثالث: مصادرة املاك الكنيسة: تمتعت الكنيسة في ظل النظام القديم بامتيازات واسعة وبعد الغاء نظام الاقطاع تجرأت الجمعية الوطنية وقررت الغاء امتيازات الكنيسة حيث قامت بمصادرة مدخولات الكنيسة ( ضريبة العشور) لصالح الدولة بحجة سد العجز المالي ، كذلك صودرت املاك واراضي الكنيسة ، واصدرت الجمعية سندات الدين من اجل سداد الديون واصبح رجال الدين عبارة عن موظفي دولة بعد ان كانوا دولة داخل دولة ، كذلك أُجبر رجال الدين على تقديم يمين الولاء للدولة وهكذا الغيت امتيازات هذه الطبقة وهذا انجاز هام من انجازات الثورة.
الحدث الرابع: الهجوم على قصر فرساي: بعد اسابيع الخوف الكبير وبعد هروب الاقطاعيين وبعد تعاظم الازمة الاقتصادية وبعد وصول اشاعات تقول بان عصابات اجنبية تقترب وان جيشا اجنبيا على وشك الدخول الى فرنسا بهدف القضاء على الثورة وهي في المهد والوقوف الى جانب الملك والاقطاعيين الذين هربوا، كذلك وصلت اشاعات تقول ان الملك قام بتمزيق العلم الثوري وفي ظل هذه الظروف قامت الجماهير الغاضبة من فلاحين وعمال ونساء واطفال بالهجوم على قصر فرساي رمز الحكم المطلق، حيث طالبت هذه الجماهير بالخبز، الملكة تسألت عن سبب هذه الضوضاء وعندما عرفت ان هؤلاء يطلبون الخبز يُقال انها قالت:" اذا لم يجدوا الخبز فلماذا لا يأكلون البسكويت". لم يتجرأ الملك باعطاء الاوامر للجنود والحرس بايقاف الجماهير عندها قام قائد الحرس الملكي " لافييت" باقناع الملك بالخروج من القصر والانتقال الى باريس وبالفعل غادر الملك القصر ونقل قصره الى العاصمة واقام في قصر التويلري وهكذا انحنى الملك وخضع لارادة الشعب . وهذا انجاز اخر من انجازات الثورة الفرنسية.
الحدث الخامس: اعلان وثيقة حقوق الانسان والمواطن في 27 اب: هذه الوثيقة من اهم انجازات الثورة الفرنسية جاء في هذه الوثيقة الحقوق والواجبات التي يجب ان يقدمها المواطن للدولة او المصلحة العامة, اذا نظرنا الى هذه الوثيقة نرى ان افكار الفلاسفة امثال روسو ومونتسكييه تظهر بوضوح في هذه الوثيقة ، كذلك تأثرت هذه الوثيقة بوثيقة الاستقلال الامريكية. وجاءت هذه الوثيقة لتؤكد الحرية الاقتصادية وحرية العمل، ومن هنا نستطيع ان نؤكد ان هذه الوثيقة خدمت الفئة البرجوازية ذلك لانها منحت الفرد الحرية الاقتصادية،وبناءً على هذه الوثيقة اصبحت الدولة وسيلة لتأمين حقوق الانسان ومن النقاط التي وردت في الوثيقة ما يلي:
الناس يولدون متساوون في الحقوق الطبيعية المقدسة التي لا يمكن انتزاعها من الفرد وهي حق الحياة ، حق التملك، حق التصدي للاضطهاد.
الشعب هو صاحب السيادة والدولة مقيدة بواسطة حقوق الفرد وخاضعة للقانون.
الحرية هي ان يعمل الفرد ما يشاء طالما لا يضر في عمله الحقوق المشروعة للغير.
جميع المواطنون متساوون امام القانون.
حرية التعبير عن الراي حق مقدس للفرد.
كل انسان بريء حتى تثبت ادانته فلا يمكن انتقاد فرد او سجنه الا حسب القانون.
الحدث السادس: دستور سنة 1791: يعتبر هذا الدستور من الانجازات الهامة للثورة الفرنسية وقد وُضع هذا الدستور بعد ان انتهت الجمعية التأسيسية مناقشتها اما اهم ما جاء في هذا الدستور:
فرنسا دولة ملكية وراثية.
يتمتع الملك بصلاحيات واسعة بالاخص في الشؤون السياسية والخارجية اما صلاحياته الداخلية فقد حددت وقلصت.
فصل السلطات: يجب انتخاب ثلاث سلطات تنفيذية تشريعية وقضائية. فالسلطة الاولى ( التشريعة) هي عبارة عن هيئة ممثلين يقوم الشعب بانتخابهم مرة كل سنتين ويكون حق الانتخاب والترشيح للمواطن الذي يدفع ضرائب مباشرة، اما السلطة التنفيذية فهي مكونة من الملك ومجموعة وزراء يعينهم الملك وهذه السلطة تنفذ قرارات السلطة التشريعية.
شدد الدستور على حرية العمل والحرية الاقتصادية والحرية الدينية.
تستطيع الجمعية القومية ان تنزع الثقة من الحكومة والوزراء الذين يستعين بهم الملك.
قسمت فرنسا حسب هذا الدستور الى 83 دائرة ( وحدة ادارية) وكل دائرة الى نواحي ويدير هذه الوحدات الادارية موظفون يقوم سكان الدوائر بانتخابهم وذلك لتسهيل الحكم.
تعليق على الدستور:
نلاحظ ان هذا الدستور انحرف بعض الشيء عن المساواة، ذلك لان الدستور لا يساوي بين الغني والفعال صاحب الاملاك النشيط الذي يدفع الضرائب، وحرم الدستور الطبقات الفقيرة من هذا الحق السياسي الهام. من هنا نفهم ان هذ ا الدستور خدم الطبقة البرجوازية ، ثم ان الدستور شدد على الحرية الاقتصادية الليبرالية الاقتصادية وحرية العمل. واضح ان الدستور يشدد على مبدأ فصل السلطات وهذا المبدأ مقتبس من افكار مونتسكييه، الدستور منح الملك صلاحية اختيار وزراءه بينما منح الدستور سكان الدوائر حرية اختيار حكامهم المحليين دون اشراف الملك ، وهنا كانت المبالغة في فصل السلطات والحكم اللا مركزي نلاحظ انه أخرج من جسم الامة الفرنسية نصف مواطني فرنسا اللذين حرموا من حق الترشيح والانتخاب ولهذا ابتعد هذا الدستور عن مبدأ السيادة الكاملة للشعب ( يخدم الطبقة الوسطى البرجوازية ولا يخدم الطبقات العامة).
الحدث السابع: محاولة هروب الملك سنة 1791: بعد الهجوم على فرساي وبعد اعلان وثيقة حقوق الانسان واعلان الدستور شعر الملك ان مكانته في الحضيض فبدأ يخطط للهرب سرا هو وافراد عائلته خارج فرنسا ، لكي ينضم الى الفرق العسكرية المؤيدة له على الحدود ، ثم يقوم بالعودة الى فرنسا مع قوات عسكرية نمساوية لكي يقضي على انجازات الثورة وليعود ليحكم فرنسا بصورة مطلقة. توجه الملك سرا هو وافراد عائلته وقبض عليه في بلدة فارن على مقربة من الحدود البلجيكية واعيد الملك برفقة الحرس الوطني ومندوبي الجمعية الوطنية تحت حراسة مشددة. اعتبر هروب الملك خيانة عظمى في نظر الكثير من اعضاء الجمعية الوطنية وهنا بدأ دعاة النظام الجمهوري يظهرون ويطالبون بالغاء النظام الملكي واعلان الجمهورية . بدأ نفوذ اليعاقبة يعلوا اكثر فاكثر هؤلاء طالبوا باعدام الملك رافعين شعار "الوطن في خطر". ان هروب الملك والهزائم العسكرية ادت الى انخفاض مكانة الجيروند وعلو شأن اليعاقبة في الجمعية التأسيسية وبالفعل فقد استلم اليعاقبة زمام الامور وتعاظم الارهاب متخذين شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، واخيرا قدم الملك الى المقصلة.
الكتل البرلمانية اليعاقبة والجيروند:
بعد هروب الملك واعادته مذلولا الى فرنسا جرت انتخابات جديدة للجمعية التشريعية وظهرت في الجمعية التشريعية كتلتان وهما الجيروند واليعاقبة.
الجيروند: اطلق عليهم هذا الاسم نسبة لمقاطعة جيروند الواقعة جنوبي فرنسا ، كانوا مثاليين، ينتمي معظم هؤلاء الى الطبقة البرجوازية الغنية ( تجار ، صناع، فلاسفة، محامون..) وايد هؤلاء الحرية الاقتصادية وحرية العمل بدون قيود وحق الانتخاب لاصحاب الاملاك فقط ثم ايدوا الحروبات الخارجية لنشر مبادئ الثورة الفرنسية خارج فرنسا وشجعوا الحكم اللامركزي ( اعطاء الدوائر حكما ذاتيا) وطالبوا باستفتاء عام حول قضية الملك لهذا فقد كان تاثير الجيروند في طبقات الشعب ضئيلا ولم ينظر اليهم العمال والفلاحين نظرة ثقة .
الحروبات الخارجية خلال الثورة الفرنسية
عند تسلم الجيروند زمام الامور اهتموا بنشر افكار الثورة في الخارج ولهذا قادوا فرنسا الى حرب مع النمسا وكانت سياستهم الداخلية والخارجية مثالية وغير واقعية بعكس اليعاقبة.
اما بواعث الحرب الخارجة فهي كالتالي:
امن الجيروند بان الحرب هي حرب ضرورية للمحافظة على انجازات ومكاسب الثورة الفرنسية منذ سقوط الباستيل وانهيار النظام الاقطاعي واعلان وثيقة حقوق الانسان.
كانت الدول المجاورة لفرنسا ( النمسا، بروسيا، هولندا، بلجيكيا) معنية في القضاء على الثورة خصوصا بعد الانجازات العظيمة فقد خشي ملوك هذه الدول على عروشهم وتخوفوا من تاثير الثورة الفرنسية على شعوبهم لهذا رؤوا بالثورة تهديدا لنظامهم الملكي الرجعي المستبد ولهذا قاموا باعلان الحرب على فرنسا الثائرة للقضاء على الثورة وهي في المهد.
هروب الكثير من النبلاء ورجال الدين وانصار النظام الملكي الى خارج فرنسا هؤلاء المهاجرين الهاربين التجئوا الى حكام اوروبا الرجعيين وقاموا بدعاية ضد الثوار الفرنسيين ثم قاموا بتشجيع حكام اوروبا على التدخل في شؤون فرنسا لارجاع الوضع الى ما كان عليه قبل نشوب الثورة بحجة المحافظة على النظام القائم.
منشور بلنتز : بعد محاولة هروب الملك وتقليص صلاحياته اجتمع كل من ملك النمسا وملك بروسيا وخرج الاثنان بتصريح ومنشور عرف بمنشور بلنتز في اب 1791 هذا المنشور حذر الجمعية الوطنية في فرنسا من التعرض لمكانة لويس السادس عشر كذلك جاء في المنشور ان احداث فرنسا تشكل خطرا على انظمة الحكم القائمة في الدول الاوروبية . اعتبر هذا التصريح تدخلا في شؤون فرنسا واثار غضبا شديدا وزاد من كراهية الحكم الملكي وزاد من انصار الجمهورية كذلك زاد من انصار الذين اعتقدوا ان الحرب حتمية وضرورية لحماية الثورة من الاعداء في نفس الوقت اعتقد الملك النمساوي والبروسي ان الحرب ضرورية ووقائية ايضا للحافاظ على عروشهم .
كل هذه العوامل مجمعة ادت الى حروبات بين فرنسا الثورية والدول المجاورة لها.
انخذال الجيش الفرنسي امام الحلفاء:
كان الجيروند قد ايدوا الحرب بعد منشور بلنتز اما اليعاقبة فقد عارضوا الحرب حيث قال روبسبير:" من الافضل القضاء على العدو الذي يربض في باريس".
بدأت الحرب في شباط 1792 بين فرنسا الثورية من جهة والنمسا وبروسيا من جهة اخرى الا ان الجيش الفرنسي انخذل وفشل الهجوم الفرنسي على بلجيكيا، وتقدم الجيش النمساوي البروسي نحو فرنسا بقيادة برينزويك ودارت رحى الحرب في الاراضي الفرنسية وانتشرت الدعايات ان سبب الهزيمة هو الخيانة التي كانت من الملك واعوانه الذين زودوا العدو بالاسرار العسكرية هذه الهزائم اضعفت نفود الجيروند وعندما خاف رومارييه من محاكمة الجمعية له كمسؤول عن الهزيمة العسكرية قام بالاستقالة وهددت كل من النمسا وبروسيا بحرق باريس اذا ما تجرأت الجمعية الوطنية على مس الملك باي اذى ، كان رد الفعل الغليان والغضب والمظاهرات وتنظمت في باريس الميليشيات للدفاع عن المدينة وهنا رفع شعار الوطن في خطر وجاء الى باريس الاف المتطوعين مؤيدي اليعاقبة والمعسكر الجمهوري مهاجمين قصر الملك وفي هذه الاثناء قتل المئات وتعاظم الارهاب في باريس وهنا برز دانتون احد اصدقاء روبسبير وانتشر الارهاب في الاقاليم في ظل انتصار الجيوش الاجنبية التي وصلت حتى حصن فردان.
كان الجيروند قد ايدوا الحرب بعد منشور بلنتز اما اليعاقبة فقد عارضوا الحرب حيث قال روبسبير:" من الافضل القضاء على العدو الذي يربض في باريس".
بدأت الحرب في شباط 1792 بين فرنسا الثورية من جهة والنمسا وبروسيا من جهة اخرى الا ان الجيش الفرنسي انخذل وفشل الهجوم الفرنسي على بلجيكيا، وتقدم الجيش النمساوي البروسي نحو فرنسا بقيادة برينزويك ودارت رحى الحرب في الاراضي الفرنسية وانتشرت الدعايات ان سبب الهزيمة هو الخيانة التي كانت من الملك واعوانه الذين زودوا العدو بالاسرار العسكرية هذه الهزائم اضعفت نفود الجيروند وعندما خاف رومارييه من محاكمة الجمعية له كمسؤول عن الهزيمة العسكرية قام بالاستقالة وهددت كل من النمسا وبروسيا بحرق باريس اذا ما تجرأت الجمعية الوطنية على مس الملك باي اذى ، كان رد الفعل الغليان والغضب والمظاهرات وتنظمت في باريس الميليشيات للدفاع عن المدينة وهنا رفع شعار الوطن في خطر وجاء الى باريس الاف المتطوعين مؤيدي اليعاقبة والمعسكر الجمهوري مهاجمين قصر الملك وفي هذه الاثناء قتل المئات وتعاظم الارهاب في باريس وهنا برز دانتون احد اصدقاء روبسبير وانتشر الارهاب في الاقاليم في ظل انتصار الجيوش الاجنبية التي وصلت حتى حصن فردان.
الانتصارات الاولى لجيش الثورة والتحول:
استطاعت جيوش الثورة من الجيش الشعبي المتطوعين الوطنيين المتحمسين بالدفاع عن الوطن وايقاف زحف العدو نحو باريس وانتصر الجيش الفرنسي في معركة فالمي كان للانتصار في فالمي اهمية كبيرة حيث انسحب برونزويك من الاراضي الفرنسية وتقدمت جيوش الثورة في الاراضي الالمانية واستقبل الجيش الفرنسي في معظم الاماكن كجيش محرر وكان الجيش الفرنسي يقوم بالغاء امتيازات النبلاء وتشكيل حكومات جديدة من انصار الثورة وفي ظل هذا التحول لصالح فرنسا تخوفت انجلترا من هذا الوضع خصوصا بعد احتلال بلجيكيا ووضع فرنسا يديها على المواقع الاستراتيجية في التجارة الاوروبية ، فبدأ " بيت الصغير" رئيس حكومة انجلترا في تشكيل حلف اوروبي واسع لمحاربة فرنسا الثورية تشكل هذا الحلف وكان اعدام الملك لويس السادس عشر في يناير 1793 قد سهل على بيت الصغير في تكوين الحلف الاوروبي واعلنت فرنسا الثورية الحرب على هولندا وانجلترا واسبانيا والنمسا وبروسيا واصبحت فرنسا في حالة حرب مع حلف قوي يضم معظم الدول الاوروبية وقام هجوم شامل على فرنسا من عدة جهات وتأزمت الاوضاع في فرنسا وتعاظمت الازمة الاقتصادية في داخل فرنسا. في ظل هذه الظروف قام القائد رومارييه ( من الجيروند) بمحاولة الزحف على باريس الا ان الجيش الفرنسي خيب ظنه ولم يستجب له وبعدها هرب الى النمسا.
الهزائم العسكرية والازمة الاقتصادية وخيانة رومارييه كل هذه الظروف مجمعة ادت الى ارتفاع مكانة اليعاقبة ثم اقامة المؤتمر الوطني الذي ضم اعضاء من اليعاقبة وهذا المؤتمر قام بمحاكم خاصة لمحاكمة اعداء الثورة من الداخل كذلك أُعلن عن تاسيس لجنة الامن العام برئاسة دانتون وبدأ دانتون بملاحقة اعداء الثورة واعتقل الكثير من زعماء الجيروند ثم استلم روبسبير رئاسة هذه اللجنة وبدأ عصر الارهاب واستطاعت جيوش فرنسا الثورية منع تقدم جيوش الدول المتحالفة وطرد الجيوش الاجنبية وقد بقي هذا الوضع حتى عام 1795 ففي هذه السنة حصل تفكك في الحلف الاوروبي بعد خلاف نشب حول تقسيم بولندا وكان هذا الخلاف من حظ فرنسا الثورية حيث ساهم هذا الخلاف في تقرير مصير الثورة الفرنسية.
دستور سنة 1793:
بعد فشل الجيروند في سياستهم الداخلية والخارجية وبعد تولي اليعاقبة الحكم وبعد اعدام الملك اعلن عن فرنسا جمهورية ووضع دستور جديد لفرنسا يختلف عن دستور 1791.
جاء في دستور 1793 ما يلي:
فرنسا جمهورية وحق الانتخاب للجميع لا فرق بين مواطن فعال ومواطن غير فعال.
على الدولة ان تقف بجانب مواطنيها الضعفاء ذوي الامكانيات الاقتصادية المحدودة ( دولة مساعدات اجتماعية)
البرلمان هو الذي يختار السلطة التنفيذية من بين اعضاءه ( شذوذ عن مبدأ فصل السلطاات)
يمكن استخدام استفتاء عام على قرارات مهمة مثل اعلان الحرب ( مبدأ روسو).
حق العمل لكل مواطن.
نتائج الثورة الفرنسية:
بالرغم من انه رافق الثورة عهد من الارهاب والدكتاتورية العسكرية الا ان مبادئ الثورة لم تمت بل بقيت حية في نفوس الشعوب وقادتهم وانتشرت في جميع دول اوروبا وليس فقط في فرنسا وهي:
الحرية : الشعب هو السيد واالمواطن يملك مجموعة من الحريات: حرية العبادة حرية التملك... الانسان حر طالما لا يضر بغيره.
المساواة: الغت ما تمتعت به الطبقات العليا من امتيازات انهت العبودية واقرت مبدا المساواة امام القانون ونادت بمبدأ تكافؤ الفرص ( حق الانتخاب للجميع ، مساواة بالحقوق والواجبات)
الاخاء: المواطنون في الدولة تربطهم روابط تجعلهم متماثلين مع الدولة ،الدولة قامت من اجل توفير الحقوق لمواطنيها والمواطنون يتضامنون مع دولتهم ويدافعون عنها.
كما واثرت الثورة في عدة مجالات منها:
الناحية السياسية: الثورة الفرنسية قضت على الحكم الملكي المطلق وفي البداية تحول الحكم الى حكم ملكي دستوري وقُيد الملك بالدستور وبعد اكتشاف خيانة الملك اعدم الملك وتحول الحكم الى حكم جمهوري واعلن عن دستور 1793. الثورة الفرنسية زعزعت اركان انظمة الحكم في اوروبا وذلك بعد انتشار مبادئ الثورة الفرنسية ( الحرية ، الاخاء، المساواة) كذلك اثرت الثورة الفرنسية على نمو الوعي القومي في اوروبا والذي كان احد الاسباب الرئيسية للتغييرات السياسية في اوروبا خلال القرن التاسع عشر، لا ننسى ان الثورة الفرنسية هي المنبع الذي استقت منه الثورات الاخرى واهمها ثورات ربيع الشعوب 1848 هذه الثورات كانت ضد الحكام الرجعيين وباعقاب هذه التغييرات السياسية تغيرت خريطة اوروبا السياسية فتوحدت المانيا وكذلك بريطانيا واستقلت بعض دول البلقان.
الناحية الاجتماعية:الثورة الفرنسية الغت الامتيازات الطبقية وازالت ما تبقى من النظام الاقطاعي كذلك جاءت الثورة وقلصت التفاوت الطبقي وقلصت نفوذ رجال الدين واصبح هؤلاء موظفي دولة بعد ان كانوا عبارة عن دولة داخل دولة.
الناحية الاقتصادية:الثورة الفرنسية هي ثورة برجوازية فالطبقة البرجوازية هي التي استفادت من الثورة وهي التي قطفت الثمرة ذلك لان وثيقة حقوق الانسان التي كانت من اعداد البرجوازيين، حق التملك، الحرية الاقتصادية وهكذا كان دستور 1791 الذي اعطى حق الانتخاب والترشيح لاصحاب الاملاك الذين يدفعون الضرائب ( مواطنين فعالين) وهكذا ايضا في دستور 1795.
يجب ان نذكر ان الفلاحين والعمال استفادوا ايضا من الثورة الفرنسية ولكن ليس بالقدر الذي استفادت منه الطبقة البرجوازية ولم يخرج الفلاحون والعمال صفر اليدين فقد تحسنت اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بالمقارنة مع الوضع في ظل النظام القديم ويكفي الغاء امتيازات الطبقة الاولى والثانية ومصادرة املاك الكنيسة واملاك النبلاء ، والتخفيف من الضرائب المفروضة على العمال والفلاحين.
الناحية الادارية: نُظمت فرنسا من ناحية ادارية في بداية الثورة وقسمت الى 83 وحدة ادارية وبهذا ضعف الحكم المركزي اثناء فترة حكم الجيروند الذين ايدوا فكرة الحكم اللامركزي الا ان هذا الوضع تغير مع تولي اليعاقبة زمام الامور بزعامة روبسبير بحجة انقاذ الثورة ورفع شعار " الوطن في خطر" واصبح الحكم حكم مركزي قوي سلطوي ، وحكم روبسبير بصورة دكتاتورية بالرغم من اعلان الجمهورية وقد امن بان الغاية تبرر الوسيلة ( الغاية انجاح الثورة والوسيلة هي الدكتاتورية والارهاب).
استطاعت جيوش الثورة من الجيش الشعبي المتطوعين الوطنيين المتحمسين بالدفاع عن الوطن وايقاف زحف العدو نحو باريس وانتصر الجيش الفرنسي في معركة فالمي كان للانتصار في فالمي اهمية كبيرة حيث انسحب برونزويك من الاراضي الفرنسية وتقدمت جيوش الثورة في الاراضي الالمانية واستقبل الجيش الفرنسي في معظم الاماكن كجيش محرر وكان الجيش الفرنسي يقوم بالغاء امتيازات النبلاء وتشكيل حكومات جديدة من انصار الثورة وفي ظل هذا التحول لصالح فرنسا تخوفت انجلترا من هذا الوضع خصوصا بعد احتلال بلجيكيا ووضع فرنسا يديها على المواقع الاستراتيجية في التجارة الاوروبية ، فبدأ " بيت الصغير" رئيس حكومة انجلترا في تشكيل حلف اوروبي واسع لمحاربة فرنسا الثورية تشكل هذا الحلف وكان اعدام الملك لويس السادس عشر في يناير 1793 قد سهل على بيت الصغير في تكوين الحلف الاوروبي واعلنت فرنسا الثورية الحرب على هولندا وانجلترا واسبانيا والنمسا وبروسيا واصبحت فرنسا في حالة حرب مع حلف قوي يضم معظم الدول الاوروبية وقام هجوم شامل على فرنسا من عدة جهات وتأزمت الاوضاع في فرنسا وتعاظمت الازمة الاقتصادية في داخل فرنسا. في ظل هذه الظروف قام القائد رومارييه ( من الجيروند) بمحاولة الزحف على باريس الا ان الجيش الفرنسي خيب ظنه ولم يستجب له وبعدها هرب الى النمسا.
الهزائم العسكرية والازمة الاقتصادية وخيانة رومارييه كل هذه الظروف مجمعة ادت الى ارتفاع مكانة اليعاقبة ثم اقامة المؤتمر الوطني الذي ضم اعضاء من اليعاقبة وهذا المؤتمر قام بمحاكم خاصة لمحاكمة اعداء الثورة من الداخل كذلك أُعلن عن تاسيس لجنة الامن العام برئاسة دانتون وبدأ دانتون بملاحقة اعداء الثورة واعتقل الكثير من زعماء الجيروند ثم استلم روبسبير رئاسة هذه اللجنة وبدأ عصر الارهاب واستطاعت جيوش فرنسا الثورية منع تقدم جيوش الدول المتحالفة وطرد الجيوش الاجنبية وقد بقي هذا الوضع حتى عام 1795 ففي هذه السنة حصل تفكك في الحلف الاوروبي بعد خلاف نشب حول تقسيم بولندا وكان هذا الخلاف من حظ فرنسا الثورية حيث ساهم هذا الخلاف في تقرير مصير الثورة الفرنسية.
دستور سنة 1793:
بعد فشل الجيروند في سياستهم الداخلية والخارجية وبعد تولي اليعاقبة الحكم وبعد اعدام الملك اعلن عن فرنسا جمهورية ووضع دستور جديد لفرنسا يختلف عن دستور 1791.
جاء في دستور 1793 ما يلي:
فرنسا جمهورية وحق الانتخاب للجميع لا فرق بين مواطن فعال ومواطن غير فعال.
على الدولة ان تقف بجانب مواطنيها الضعفاء ذوي الامكانيات الاقتصادية المحدودة ( دولة مساعدات اجتماعية)
البرلمان هو الذي يختار السلطة التنفيذية من بين اعضاءه ( شذوذ عن مبدأ فصل السلطاات)
يمكن استخدام استفتاء عام على قرارات مهمة مثل اعلان الحرب ( مبدأ روسو).
حق العمل لكل مواطن.
نتائج الثورة الفرنسية:
بالرغم من انه رافق الثورة عهد من الارهاب والدكتاتورية العسكرية الا ان مبادئ الثورة لم تمت بل بقيت حية في نفوس الشعوب وقادتهم وانتشرت في جميع دول اوروبا وليس فقط في فرنسا وهي:
الحرية : الشعب هو السيد واالمواطن يملك مجموعة من الحريات: حرية العبادة حرية التملك... الانسان حر طالما لا يضر بغيره.
المساواة: الغت ما تمتعت به الطبقات العليا من امتيازات انهت العبودية واقرت مبدا المساواة امام القانون ونادت بمبدأ تكافؤ الفرص ( حق الانتخاب للجميع ، مساواة بالحقوق والواجبات)
الاخاء: المواطنون في الدولة تربطهم روابط تجعلهم متماثلين مع الدولة ،الدولة قامت من اجل توفير الحقوق لمواطنيها والمواطنون يتضامنون مع دولتهم ويدافعون عنها.
كما واثرت الثورة في عدة مجالات منها:
الناحية السياسية: الثورة الفرنسية قضت على الحكم الملكي المطلق وفي البداية تحول الحكم الى حكم ملكي دستوري وقُيد الملك بالدستور وبعد اكتشاف خيانة الملك اعدم الملك وتحول الحكم الى حكم جمهوري واعلن عن دستور 1793. الثورة الفرنسية زعزعت اركان انظمة الحكم في اوروبا وذلك بعد انتشار مبادئ الثورة الفرنسية ( الحرية ، الاخاء، المساواة) كذلك اثرت الثورة الفرنسية على نمو الوعي القومي في اوروبا والذي كان احد الاسباب الرئيسية للتغييرات السياسية في اوروبا خلال القرن التاسع عشر، لا ننسى ان الثورة الفرنسية هي المنبع الذي استقت منه الثورات الاخرى واهمها ثورات ربيع الشعوب 1848 هذه الثورات كانت ضد الحكام الرجعيين وباعقاب هذه التغييرات السياسية تغيرت خريطة اوروبا السياسية فتوحدت المانيا وكذلك بريطانيا واستقلت بعض دول البلقان.
الناحية الاجتماعية:الثورة الفرنسية الغت الامتيازات الطبقية وازالت ما تبقى من النظام الاقطاعي كذلك جاءت الثورة وقلصت التفاوت الطبقي وقلصت نفوذ رجال الدين واصبح هؤلاء موظفي دولة بعد ان كانوا عبارة عن دولة داخل دولة.
الناحية الاقتصادية:الثورة الفرنسية هي ثورة برجوازية فالطبقة البرجوازية هي التي استفادت من الثورة وهي التي قطفت الثمرة ذلك لان وثيقة حقوق الانسان التي كانت من اعداد البرجوازيين، حق التملك، الحرية الاقتصادية وهكذا كان دستور 1791 الذي اعطى حق الانتخاب والترشيح لاصحاب الاملاك الذين يدفعون الضرائب ( مواطنين فعالين) وهكذا ايضا في دستور 1795.
يجب ان نذكر ان الفلاحين والعمال استفادوا ايضا من الثورة الفرنسية ولكن ليس بالقدر الذي استفادت منه الطبقة البرجوازية ولم يخرج الفلاحون والعمال صفر اليدين فقد تحسنت اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية بالمقارنة مع الوضع في ظل النظام القديم ويكفي الغاء امتيازات الطبقة الاولى والثانية ومصادرة املاك الكنيسة واملاك النبلاء ، والتخفيف من الضرائب المفروضة على العمال والفلاحين.
الناحية الادارية: نُظمت فرنسا من ناحية ادارية في بداية الثورة وقسمت الى 83 وحدة ادارية وبهذا ضعف الحكم المركزي اثناء فترة حكم الجيروند الذين ايدوا فكرة الحكم اللامركزي الا ان هذا الوضع تغير مع تولي اليعاقبة زمام الامور بزعامة روبسبير بحجة انقاذ الثورة ورفع شعار " الوطن في خطر" واصبح الحكم حكم مركزي قوي سلطوي ، وحكم روبسبير بصورة دكتاتورية بالرغم من اعلان الجمهورية وقد امن بان الغاية تبرر الوسيلة ( الغاية انجاح الثورة والوسيلة هي الدكتاتورية والارهاب).
0 التعليقات:
إرسال تعليق